مـي وعُـمر
يا قاضي الحب لي في البعد مظلمةٌ
فاحكم بوصلٍ يرد الروح في جسدي
إنه ليس مُجرد دعاءً فحسب .. إنه شيءٌ لطالما رددته مي ليالٍ طوال لربما يتحقق .. إنه كلامٌ لابد أن يصبح حقيقة في يوم من الأيام .. إنهُ حلم .. إنه شوقٌ ملتهبفي صدرها .
المسافات لا تشقي القلوب فحسب .. إنها داء لكل مُبتلي .. إنها نار تكوي الروح ليسَ إلا .. تعلمنا الصبر في أوقات شتّة ، تعطينا أمل مع كل شروق شمس .. تؤنسنا بصور من نُحب عن بُعد ، تظلمنا و تبكينا ، تخلق في جوفنا مرضٌ لا دواء له ، و أخيراً .. تشفينا عند اللقاء .
•جلست مي مستلقية على سريرها تنتظر تغييراً يطرأ على حياتها يرتب اولوياتها من جديد ..
عاماً واحداً سوف تتخرج من المدرسة وتلتحق بحياة أُخرى تنتظرها ولا تدري ايَّ شيءٍ عنها
لا أحد يعلم ماينتظرها سِوى الله
مي محبوبة بين اصدقائها ،، محيطها وعائلتها ،،تحب الجميع وتجعلهم دوماً بحالٍ افضل
تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي واذ بعيناها تقع على شخصٍ يكتب تعليق على أحد منشورات الفيسبوك..لفتها لكنها لاتعلم عنه شيءً سِوى اسمه..
تتصفح رسائل منه لا وجود لها
تفكر به طوال يومها
والغريب بهذا الأمر أنه يُفكر بِها اضعاف تفكيرها بِه
هل هذا الشيء بداية لأمرٍ ما !
هل هذه لهفة البدايات فقط وسيموت الحب الذي لم يبدأ اساساً..
عُمر خلوق ورجل بكل ماتحمل الكلمات من معاني..
لم تكن نيته سِوى قربها بما يرضي الله والجميع
يقوم بارسال رسالة الكترونية مرحبا ؟
ترد بارتباك اهلاً ،، تحاول بقدر المستطاع ابعاد نفسها عن محادثته كما ذكرنا علاقتها مع عائلتها قوية جداً
خافت مي ان يغضبهم هذا الامر
انشرح قلبها له وحدثته مباشرةً انها لاتريد ايَّ شيءٍ سراً
ولا تريد أن تخجل ابداً بهذا الحب
لذلك ارادت أن تجعل الناس أجمع يعرفو سبب لمعة عينيها ،، ابتسامتها ..
بالبداية تعارف ،، اطمئنان راحة رغم المسافات والحدود البعيدة
مي تعيش في تركيا ،، وهو في السعودية ..
لايوجد ايّ طريقة قد تجمع شملهم سِوى الدعاء..
عمر عندما تأكد من هذه المشاعر الصادقة ،، تحدث مع عائلتها لكي لاتشعر ابداً بالخوف
٢٠١٦/٤/٧
طلبَ عُمر منها ان تحفظ هذا التاريخ وقال لها : سيصبح مميزاً وخاص بِنا وحدنا
وضعته مي بين عينيها وقلبها
ايام طويلة حتى وفقهم الله بحلالٍ يرضيه
حلالٍ لافراق فيه .. يسعى له كُل رجلٌ يخاف على محبوبته من ايَّ تفصيل ولو كان تفصيل صغير لاُيذكر ..
في يوم من آيامِ نيسان ٢٠١٨وضعت في يدها دبلته ونعقدت مدى الحياة ..
في هذه الايام كان يسعى عمر لكي يجمع الله شملهم..
أحبته وهي لاتعلم تفاصيل وجهه ، كيف يغضب وكيف يضحك ايماءات جسده ، تفاصيل تهم العشّاق وحدهم..
كانت تهرب اليه من الدنيا ومن بها وكان الأب قبل الحبيب ..
كان يراعي مشاعرها وكأنه يُقبل على لمس شيءً هش للغاية .
اصبحت الايام ثقيلة على قلبهم ..
ثقيلة في بعدهم ..
ثقيلة بسبب الرسائل الالكترونية والوعود المؤجلة ، بالتخطيط لِـ لقاءات لن تحدث ..
كان الدعاء وسيلتهم الوحيدة
كان حبهم أقوى من ظروف الدنيا ومن بِها
من تعليقات الناس المؤذية على طول مدة الخطوبة ،، الحب من بعيد ،، وغيره من الكلام الذي لايكلف المرء بضعة دقائق ويبكي مي عمراً كاملاً..
كان يفاجئ قلبها دوماً برسائل، بورود ،بهدايا تُحبها ..
كان صبرها اقوى حتى من حُبها ..
ومع ذلك يتعسر لم شملهم ،، بكوا حباً ،، انتظاراً ووجعاً
حتى فاجئهم الله بتحقيق ما ارادو سنينً طويلة
٢٠٢٣ في اليوم الخامس مِن فبراير
انتصر الحب ، ورأينا عناق المحبين الذي انتظرناه أعوام ..
هي صبرت ودعت وانتظرته على ايّ حال..
وهو وعد وأوفى اضعاف ماوعد ..
رأته ميّ ورآها امامه والى الآن لم يصدق وجودها في منزلهم الذي بُني على الصبر والحب ..
-عمر في يومِ لقائهم أصبح قلبه أمام عيناه
-مي عادت الى وطنها بعد سنواتٍ من الانتظار
غلبَ الحُب الدنيا ومن بِها ..
•سِدرة حميدة
تعليقات
إرسال تعليق