صباح دمِشقي دافئ ممتلئ بالذكريات وبالحنين لإشياءٍ لم يعد لها أثـر ، يستيقظ "ابو البنات" كــريم يحدق باللاشيء
يُصاب بنوبةِ ضحكٍ لايوجد سبباً لها ، عادةً يتظاهر المرء بالضحك بكـثرة مانعاً نفسه من بُكاءً لانهايةَ له ..
ينظر الى صور الفتيات ويخيل له الشعور بالندم ، بالتقصير ، بعدم الحماية لهم بالرغم من انه قدم الكثير " هكذا يفكر الأب العظيم" .
يبحث عن وجودهم في حيطان المنزل ، ينظر الى صورهم وكأنهم ذهبوا الى عالم آخر على الرغم من أنهم قريبون منه ، يُصاب كريم بنوبة بكاء .. وتساؤل غريب بعد آعوام طويلة كيف حالهم ؟ ماهو الشعور الذي يخيّل عليهم في منازل ازواجهم ؟ هل هم متعبون ؟ هل هم يحتاجون لمن يهتم بـ ادق تفاصيلهم كما كان يفعل؟
انتظر كريم قدوم فتياته الى المنزل واصرّ عليهم البقاء عنده واستعادة ذكريات "زمان"
كريم رجل مسن يبلغ من العمر سبعون عاماً تقريباً
يذهب في منتصف الليل الى غرفة بناته يتفقدهم ويدفيهم ويمدهم في حـنان ، حنان تعلم طعمه كل فتاة تزوجت ، تغربت عن والداها ..
حنان لو ذهبت باحثة عنه الفتاة من الجميع لن تحصل جزءً بسيطاً منه ..
يتصرف كريم وكأنه طفلٌ صغير ، يخشى ابتعاد عالمه الجميل عنه ، يتشبت بهم وكأنهم العالم أجمع
يقدم لهم العاطفة .. عاطفة يحتاجها الانسان لكي يشعر انه الوحيد في هذا العالم "عاطفة الأبوة"
____________________________
ستقابلين شريكاً رائعاً سوف يهتم بأدق تفاصيلك ، ويحفظ جميع عاداتك سوف يرحب بجميع ايجابياتك ويحجب عينه عن رؤية اخطائك سوف ينظر لكِ وكأنك عالمه، مستقبله وحاضره
مع كل هذه العواطف ، لن تجدي رجلاً مِثل أبيك .
سِدرة حميدة
تعليقات
إرسال تعليق