يناير ٢٠١٩
دارين - أحمد
كانت تبلغ دارين من العُمر ٢١ عام
في هذا الوقت
سورية الجنسية
تعيش في تركيا
تدرس في الجامعة بالفرع الذي تحلم
وترغب به
وهو الحقوق
تُحب الالعاب الالكترونية
وتُبدع بِهم
حتى أتى اليوم الذي تعرفت على لعبة الكترونية
تُسمى
"ببجي"
أحمد مصري الجنسية
لايعلم سِوى مصر ولايخرج من داره
ومطعمه الذي يملكه في الحي
كما نعلم في عام ٢٠١٩ كانت
ببجي ملتقى الناس والتجمعات
تعرف أحمد على دارين هناك
يلعبون أغلب الايام عشرون دقيقة
يتحدثون ويعرفها عن ذاته
وهي تأخذ الموضوع بالعادي
كونها تحب الالعاب جميعها
واعتادت عليها
كل يوم تقريباً يكررون نفس الشيء
مرّ على دارين ظرف عائلي
ولم تفتح هذه اللعبة يوماً كاملاً
اعتاد عليها وشعر بالخوف
والقلق
من أجلها
عندما عادت طلب منها
أن يتحدثون في موقع آخر
لانه قلق في هذا اليوم جداً
ولم يجد ولو طريقة صغيرة
لكي يصلُ إليها
خافت دارين بعض الشيء
كونها طفولية جداً
ولا تأخذ اي شيء على محمل الجد
وأول شيء هو الحب
انه تهرب منه متعمدةً ذلك
كانت دارين تعاني من وزنٍ زائد
وأمراض عديدة بسببه
كانت مواقع التواصل الاجتماعي
منفسها الوحيد
لكي تخرج من واقعها
من خوفها من نظرة الناس إليها
ثقتها بنفسها مهتزةً بعض الشيء
تبتعد عن الحب لأنها يُخيل لها
أن وزنها الزائد عائق لنظرة المحب لها
تبادلوا الاحاديث هي وأحمد
يوماً بعد يوم
جعلها تشعر أنها الانثى الاولى والأخيرة
يحدثها باستمرار
وهو لايعرف عنها كل شيء
انه يسمع صوتها فقط
لايعلم كيف تبدو
وهي تخاف ببادئ الأمر ان يراها ويرحل
لذلك قررت أن تقوم
بتحميل صورتها لكي ترى ماذا سيفعل
هل هو يرسم بباله شيءً آخر
قامت بتحمليها وقالت فليحدث مايحدث
رآها
ودعمها بكلماتٍ جميلة تليق بقلبها وجمالها
اتطمئنت كثيراً باعجابه بها
بقبولها كما هي من دون تعديل او تجميل
قال لها أحمد عندما رآها
لم أتوقع مظهرك كالخارجي كهذا
خافت دارين وشعرت بخيبةٍ كبيرة
قالت لماذا ؟
قال لها أجمل بكثير مما تخيلت
هنا دارين تجمعت كل فراشات العالم داخلها
قالت له لكنني اعاني من وزن زائد
قال لها لاتبالي بتفصيل
كهذا الاهم انكِ بخير ومطمئنة من داخلك
غمرها بحنانه
بقبوله بها على أيّ حال
بعد اشهر قليلة
اعترف بحبه لها
وطلب منها أن تخبر عائلتها بهذا الأمر
انه يريدها بحلالٍ يرضي الله
توقفت امورهم بعض الشيء
لان أحمد اضطر للذهاب الى الجيش
واستودع دراين عند الله
لانه طلبها من الله وحده
طلبها بكل صدقٍ وحب
انتظرته رغم قلة تواصلهم
صبرت وبكت واشتاقت ليالٍ طويلة
هنا دارين وهي في وحدتها تنظره
قررت ان تقوم بعملية تكميم المعدة
انها تحب حياتها لكنها تريد التغيير
لم تقل لاحمد انها ستقدم عخطوة كهذه
حتى لا يعارض ويلغي الأمر
صحتها تعنيه كثيراً
ويخاف ان تسبب لها أذى
قامت بارسال صورتها له
في المستشفى
وغضب فعلاً كما توقعت
وقال لها
"انا حبيتك زي مانتي"
في ظل ظروف احمد والجيش اتاه خبر
كالصاعقة اضطر من تجديد تأجيل خطوبتهم
توفي والده
وكانت تسانده دارين
لان المسؤوليات تضاعفت عليه
وظروف كورونا سببت لهم المرض ايضا
عوائق كبيرة في هذا الحب
لكنهم اكبر من كل تلك العوائق
العائلتين رحبوا بفكرة ارتباطهم
عائلة احمد شعرت بإن دارين المثالية له
وعائلتها كذلك الأمر
مشاكل سياسية تقريباً بين مصر وتركيا
دارين ستأتي كيف؟
قبول الفيزا ؟
واجراءتها ؟
قدمت عليها دارين دون ان تخبر أحد
لانها احتمال ان تعود
لم تخبر أحد سِوى أحمد
انها خطوة جريئة أن تقطع أميالا
دون أن تخبر أحد
أن تعبر الحدود من أجل محبوبها
أنها ثقة الفتاة عندما تدرك
أنها في المكان الصحيح
ستقدم له قلبها على طبقٍ من ذهب
وفعلاً سافرت دارين
في ليلة ما
دون أن تخبر أحد
حتى عائلتها التي تحبهم أكثر من اي شيء
لكنّ أحمد الرجل الذي يستحق
انها اهداها ثقة لم تكن تحلم بها
٢٠٢١ في ايلول
وصلت الى مطار القاهرة الدولي
كانت تبكي وخائفة
من ان يقومو باستراجعها الى تركيا
حتى قال لها الضابط
تفضلي اوراقك نظامية
لحظة لم تكن بالحسبان
التقوا القلبين الذين صبروا وانتظروا
عانقت دارين أحمد وبكوا
مرت الايام وتزوجوا
واعتذروا للعالم أجمع
على هذه الخطوة السريعة لكنها
لم ترى الى هذا البعد سوى أن تلغيه
عائلة دارين غفروا تسرعها
لإنهم كانوا يحبون أحمد كـ ابنهم
انتصر الحب وهم الآن زوجان أمام العالم اجمع
رزقهم الله بطفلٍ لكنه
لم يكمل هذه الدنيا وتوفاه الله لأمرٍ يعلمه
صبروا ورضوا شدّ على يداه واحتواه
كما يحتوى الرجل امرأته بكل صدق وحب
والآن ينعمون في حياتهم
ورزقهم الله بطفلة كالملاك
عوضهم على حبهم على صبرهم
وجمعهم في بلد الحب في أم الدنيا
التي احتوت اغانـي ام كلثوم
على الصبر على الفراق وعلى الشوق
وسيرة الحب هي فعلاً سيرتهم
"من همسة حب لاقتني بحب "
هكذا أصف شعور دارين اتجاه أحمد
وما أجمله من وصف ..
•سِدرة حميدة
تعليقات
إرسال تعليق