الطفلة التي لاتفقه عن الحب شيئاً
تعيش رفيف طفولة مستقرة مع عائلتها
تُحب جميعَ من حَولها
حتى وجدت نفسها
تُحب زميلها في المدرسة
عَلاء
حب طفولي بريئ
يجمعهم الفصل ذاته
يتشاركون في كُل شيء
في مقعدهم الدراسي
حتى..
كانت تُحب عيناه
تسريحة شعره
كلامه وحتى طريقته بالكلام
بقيت تُحبه طوال مرحلة الابتدائية
ونحن هنا نتحدث عن مشاعر طفلة
من المحتمل أن لا تسمى مشاعر
وسوف تتلاشى سُرعان ماينتهي
عامهم الدراسي
أعوام ولازالت رفيف تُحبه
علِم علاء بهذا الأمر
وبادلها نفس المشاعر
في الرسائل الورقية
في زهور حدائق مدينتهم
حتى علمت المدرسة ومن بِها بقصة كهذه
استمرت في مراحل الطفولة
وحتى المراهقة ولم تنتهي
نظراً الى الحرب التي ندلعت في بلادهم
أضطرت رفيف ترك قلبِها له
والسفر مع عائلتها
لم تنساه بالرغم من المسافات التي فرقتهم
لم تنساه بالرغم من أنها لا تعلم عنه شيء
سافرت مع عائلتها إلى السويد
بعد عشرةِ أعوام تقريباً تدرس رفيف بالجامعة
وتبحث عنه في جميع مواقع التواصل الأجتماعي
تبحث عن خبرٍ صغيرٍ يدلها عليه
لكي تعلم أنه على قيد الحياة فقط
وصلت له ..
تحدثوا عاميين على الإنترنت
كان يعيش حياة كـ غيره في البلاد
صعوبة المعيشة
غلاء الاسعار
لم يضمن يوماً واحد في بلادٍ كهذه
لم تحتوي ابنائها قَط
ولم تقدم لهم سِوى اليأس
فعلت شتّى الوسائل
لكي تجمعهم الدنيا من جديد
قامت بطرق عديدة
لكي يأتي الى المكان التي تقيم بِه
خاطرت مخاطرة الفتاة التي تُحب
فَعلَ فِعل الرجل الذي يعشق
نجحت بأن تجمع شملهم من جديد
ألتقت بِه من بعيد فقط لمرة واحدة
كلما زاد حُب الفتاة لمحبوبها
أصبح خجلها أكبر من هذا الحُب
وصل لعائلتها خبر بأنها تُحب أحدهم
رفضوا هذا الحب
بحكم أنهم بنفس العمر
وهو غير مسؤول
حاربت الجميع من أجله
لكن .. بِلا جدوى
تشاركوا الأحلام .. والأمنيات
أحبته قريباً
وأحبته بعيداً
أنتهى بِهُم المطاف
بأن تتحقق أحلام كل أحدٍ مِنهم بمفرده
تشعر رفيف دوماً بأن طيفه يرافقها
أينما ذهبت
يشعر بالعجز اتجاهها
العلاقة من بعيد يقال عنها بإنها مثالية
مثالية فعلاً من بعيدٍ فقط
رأت عائلة رفيف الجانب
التي لم تراه هي
لربما هم على حق
لكن أين يذهب حق المحبين ؟
وكيف يموت الحب
فقط لأن أحدهم لم يراه مناسب؟
سنوات من الحُب
إنتهت
لكننا نعلم أنها سوف تنتهي هذه القصة
لكي تبدأ قصة جديدة
إنها الحياة..
•سِدرة حميدة
تعليقات
إرسال تعليق