سأروي لكم هذه القصة عن ذاكرة الطفلة حسنا
منذر : والد حسنا
حسن : عم حسنا
تعيش هناك عائلة مُحبة
مقتدرة مادياً
أب يوفر لإطفاله إحتياجاتهم
وأم مربية وملبية حاجات أطفالها
يمتلك كبير العائلة ثروة مالية
كافية تجعلهم ينعمون بالسلام أعوام
مزارع
وشركات
في حال توفي الأب يستطيعون أولاده
أن يقتسموا هذه الأملاك
وتكفيهم أجمع
عان جد العائلة بسبب وعكة صحية
وقرر أبنه حسن
أن يأخذ القسم الكبير من المزرعة
ويترك لاخوته ماتبقى
شيءٌ لا يذكر
والد حسنا منذر أنتبه على خطة حسن
وبعد ماشُفي والده تماماً
من وعكته الصحية قرر أن يبوح له
بتصرف حسن
وعندما عَلِم حسن بذلك الأمر
قرر أن يفعل فعل لايفعله المرء
سِوى مع عدوه
والد حسنا منذر رجل دين
له ميول ديني غير مؤذي لكنه لايُصلح في بلادنا
لانه لايحق للمواطن التعبير عن ارائه بكل بساطة
حسن استخدم ذلك الميول ضده
وكتب بِه تقرير
سينجو بقدرة الله فقط
تقرير لايشابه ابداً حقيقيته
قضى أعوام بسببه في السجن
عند أناس لاتعلم عن الرحمة شيء
سِوى اسمها
شاءت الاقدار
وبدأت بعد سنين الحرب في سوريا
والد حسنا خرج من السجن
وتفاجئ بالاحداث المؤذية
التي سوف تخيم على بلاده
لكننا نحن كـ سوريون
كُنا في مرحلة ما مصابون بالأمل
يقين تام بأنها غيمة وستمر
سنعود ربما بعد شهر بعد "عام "بالكثير
والدة حسنا في ذلك الوقت كانت "حامل "
وكانت معرضة للمخاض والولادة بأي وقت
في عربين لايوجد في ذلك الوقت
أدوات طبية واطباء كافيين للولادة
او لمساعدة امرأة على تخفيف الألم
لم يملكون في تلك الوقت سِوى الدعاء
اضطرت والدة حسنا الذهاب لمنطقة أُخرى
في تلك الوقت اشتدت الاوضاع
سوء وزاد القصف على عربين
تحدثت مع اولادها وزوجها وعلى الفور قالت لهم
"كل حدا فيكن يضب بيجامة وشي صغير مارح نطول"
وذهبوا إليها
في تلك الاوان تركوا النقود
والذهب كل مايملكون في المنزل
لم يبالوا بشيء سِوى بِـ أرواحهم
قرر منذر والد حسنا السفر إلى الاردن
لكنه لم يملك في تلك الأيام نقود كافية
بسبب تغيير المكان والأقامة وبعده عن أملاكه
استعان بصديقه وأعطاه مبلغ من المال
في تلك الاثناء قبل ذهابهم إلى الأردن
توجب عليهم
السفر الى درعا كونها تابعة للحدود
وأقرب سيتعرفون على شخصٍ هنالك
يُسفرهم عبر الحدود بِمبلغ معين
ذهبوا الى درعا وقال لهم الأب أنهم
سوف يقيمون عند أناس فترة من الزمن
بسبب الحصار التي جاء على درعا
شخصية جديدة في القصة وهي "علي "
الشاب الذي كان في قمة الرجولة والشهامة
قرر أن يترك منزله لهم
ويجلس في غرفة صغيرة تابعة للمنزل..
كان عمر حسنا في تلك الأيام ٨ سنوات
التحقت بالمدرسة وتعرفت على أصدقاء جدد
أحبوها ولم يشعروها ولو لحظة واحدة بغربة
كانت حسنا تُحب الجلوس بالقرب من شبابيك الصف
في يوم من الأيام ذهبت الى مدرستها متأخرة
ورأت صديقتها تجلس بالقرب من الشباك
المعتاد التي كانت تجلس جنبه حسنا
غضبت غضب طفلة
وقالت "بس يرن الجرس بغير مكاني"
قبل أن يرن الجرس بدقائق
تم القصف على مدرستها
وأول من تحول الى أشلاء ورماد
صديقتها التي كانت تجلس
بالقرب من شباكها المفضل
كتب الله لِـ حسنا
عُمرٌ لم تكن تريده في تلك اللحظة
عُمـرٌ مليئ بالندوب والخوف والرعب
في تلك الاثناء
سِمع علي بخبر القصف
وعلى الفور اتجه الى المدرسة ليأخد حسنا
ذهب ورأها في حالة صدمة وذعر ..
احتضهنا وأخذها في يد
وصديقتها الأخرى في يده الثانية
قبل خروجه من الصف ..
سمِعَ أنين طفلة اُخرى تقل هذه الكلمات
" عمو الله يخليك خدني مشان الله طالعني من هون "
حملها معه ولم يستطع أن يحمل ثلاثة اطفال
وقعت من يده حسنا
فـ أخذ حسنا وبكا لعجزه
بكا لعدم قدرته على أن يحمل الاطفال
جميعهم بيده
بكا بكاء الطفل الذي لايستطيع النطق
بكلمة واحدة
طفلٍ على هيئة رجل..
"يـتـبع "
•سِدرة حميدة
تعليقات
إرسال تعليق