التخطي إلى المحتوى الرئيسي

•ذاكرة طفلة•


الجزء الثاني 
عندما سَمع والد حسنا بالخبر
 إستعان باولاد اخاه لكي يأتوا له بجوازت السفر
 والمال والذهب 

قالوا له " مسروق كلشي مافي غير الجوازت " 

طبعاً اكتشفوا بعد اشهر بإن أقرب الناس إليهم

قاموا بسرقتهم وهم اولاد آخاه 

بعد حدث المدرسة

قرر والد حسنا

 في اليوم التالي الذهاب إلى الأردن 

باستعانة برجل قال له 

"سوف تذهب بواسطتي "

كان يمتلك والد حسنا ١٥٠٠ دينار 

من صديقه الذي ساعده في أزمتهِ

دفع للرجل ٥٠٠ دينار 

وعندما وصل إلى الحدود الاردنية 

قالوا لهم " وراقكن غلط " 

تَبيّن معهم بإن الرجل سرق نقودهم 

كانت واسطته كاذبة

أحداث موجعة وضربات كثيرة 

تعرضت لها هذه العائلة 

كانت إقامتهم في تلك الايام

في الشارع الذي لاتمر به سِوى الشاحنات 

تعرضوا أيضاً لمهرب آخر وقام بنفس الفعل

لم يبقى من المال سِوى القليل

حتى هذه المنطقة 

لايوجد بِها أماكن للطعام

بقوا على نفس الحال شهر و٤ آيام 

بِلا مأوى ..

شارع لا تمر به سِوى 

الناس المغادرة 

وأكيد سيكن معهم حاجات للطعام

 والملبس والمأوى

حسنا كانت الطفلة التي تتمتع بشخصية قوية

في يوم من الايام 

بسبب الجوع الذي غلبهم

ذهبت حسنا الى شاحنة ما 

وطلبت منهم بعضاً من الطعام

 ببراءة طفلة لاتفقه عن الناس المؤذية شيء

رأت رجلان يقفان على السور المقابل للشاحنات

دار بينهم حوار 

لم يستطع سِوى الكائن الغير بشري أن يتلفظ به 

"شو عم تعملي هون " 

ترد حسنابدي روح جيب أكل لأهلي

بكل مايملك الانسان المتجرد من الانسانية 

قالوا لها "تعلمي على الشحادة " 

وضحكوا ضحكة 

أبكت حسنا سنين 

موقف أنطبع بذاكرة طفلة

موقف يَصعُب تجاوزه ..

قالت لأهلها

"بدي أبقى بلا أكل .. وبدي موت"

وفعلياً بقيت آيام بِلا طعام

حاولوا عائلتها بشتّى الوسائل أن يطعموها

 وهي لم تستجب لهم 

قال لها والدها الذي كان يحتضن مخاوفهم 

في كل مرةٍ ومرة

"رح نطلع من هالمنطقة بابا كلي "

أكلت حسنا وذهبوا ..

توجهوا عن طريق الزعتري 

الذي كان طريقه لتركيا أو المانيا  

الجميع قالوا لهم " يابتوصلو يابتموتو

اختارو المغامرة

 لكي يعيشوا ماتبقى من عمرهم بسلام 

وعلى أيّ حال كان عذابهم نمط حياة 

أعتادوا الألم ..

الطريق كان عبارة

عن أشلاء موتى

موتى من البرد

من الجوع 

من الانتظار..

استطاعو الدخول الى الاردن

وعمل والد حسنا بشتى الطرق 

أعمال لاتناسب صحته الجسدية

كله من أجل أن ينعموا بحياة كريمة

واخاها عمر تخلى عن دراسته لأجلهم

تحسنت اوضاعهم بعض الشيء

وأختها الكبيرة علا تخرجت من البكلوريا 

دون الاستعانة بأي أحد

حصلت على مجموع عالي

 "تستطع به الالتحاق بحلمها وهو الصيدلة " 

لكنّ الجامعات هنالك تحتاج الكثير من النقود

شعر بالعجز والدها بعد تعبها

 لن يستطع أن يكمل لها حلمها بالفرع التي تريد

قررت علا الذهاب الى والدة امها

 و خالها في المانيا لكي تكمل دراستها

 عن طريق البحر 

عارض والدها بالبداية

 " كيف بنتي تروح لحالا " 

حتى ذهب معها آخاها عمر

تديّن بعض من المبلغ لكي يذهبوا

وكان الطريق في قمة الصعوبة والخوف

 وأحساس كبير بعدم الوصول 

لم تكن الأوجاع كافية لتلك العائلة

عمار أخ حسنا كان يعمل بالأردن

 دون امتلاكه اقامة

لكنه كان يبحث عن لقمة العيش فقط 

قاموا بارجاعه

 على الفور دون رحمة الى سوريا 

عائلته بكوا فجعاً من الخبر 

وصلوا علا وعمر إلى المانيا

وكل رواتبهم كانت تصل الى أهلهم بالاردن ..

سعوا كثيراً لكي يُخرجوا 

عمار من سوريا الى تركيا

وبعد فترة من الزمن 

نجحوا لكن تشتت شمل العائلة ..

علا سعت كثيراً في لم الشمل

وعمر عاد الى الدراسة من الجديدة 

 بعد انقطاعه عن الدراسة اعوام

تكرّم الاول على مدرسته

نجحت ايضا علا في دراستها بالصيدلة

 ولم الشمل لإهلها 

تساعدوا جميعهم لكي يأتي عمار الى المانيا

وشاءت الاقدار واجتمعت العائلة من جديد

تدرس حسنا الآن تجميل

عمر برمجة

علا تخرجت من الصيدلة

 والتحقت بالهندسة من جديد

ينعمون بحياة الآن تليق بهم

بيتهم الجديد بُنِيَ على صبرهم

على حبهم

كانوا لبعضهم كل شيء

في وقتٍ كانت تسعى الدنيا

بشتّى الوسائل أن يتفرقوا

استطاعوا البدء من جديد

وهذه الصفة 

لم يمتلكها شعبٌ كما أمتلكها 

السوريون

فن البدء من جديد

ومسح ذاكرة مليئة بالندوب .

سِدرة حميدة 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أأقول أُحبك ياقمري؟

  طارق   ،   ريما   إن   أجمل   حُب   يعيشه   المرءُ   بِنا   الحُب   الذي   يأتي   دون   تَوقيت   ودُون   مِيعاد كما   حدث   مع   طارق   وريما في   ليالي   أيلول   تُصادف   رِيما   طارق   بمكانٍ   ما   ويتحدثون   عنه   اصدقائها   من   باب   الفضول   تسأل   مَن   هُو يتبادلون   النظرات   وتكتفي   ريما   بِذلك   تصادفه   مرةً   أُخرى   كونَ   المكان   الذي   تُقيم   به   ريما   قريب   من   طارق تمر   الأيام   ويصبح   بينهم   كلاماً   ما   وتلميحات   عن   الحُب   والارتباط   عن   اعجابه   بِها   لكنّه   كان   صامتاً   طوال   الوقت   لإنه   يخافُ   خسارتها   ظنّاً   منه   بإن   ارتباطهم   سيكلفهم   الكثير ...

نظرة فـ ابتسامة

  يزن هيا لم يكن يزن يؤمن بالحب  من النظرة الأولى  حتى حدث ما حدث ورأى فتاة  شعر بأنها له وكأنها تخصه فتاة بسيطة لطيفة ناعمة الملامح  عيناها حكت له الكثير  دون أن تنطق بكلمة واحدة يصفها بالبريئة من تسريحة شعرها  إلى طريقة لباسها إلى بريق عينيها  كانت نظرته الأولى  كما ينظر المرء إلى شيء للمرة الأولى  لكنه يشعر بعدها  بأنه يعرفه منذ أعوام طويلة تعرف يزن على هيا  في ذلك اليوم بعد زيارة عائلة هيا لعائلته  إذ تجمعهم قرابة بعيدة بعض الشيء شعر بشعور لم يشعر به من قبل قط  وركض به إلى أقرب شخص له والده  ليشرح له ما يختلج في قلبه وسأله ما هذا الذي أشعر به فأجابه والده إنه الحب أو التوأم الوسيم للحب الإعجاب لم يستطع يزن أن يمنع نفسه  وسرعان ما أرسل رسالة لهيا لكنها أجابته بحزم أنا صغيرة وما بسمحلك تتخطى حدودك أنهت الحديث من هنا وهو هام بها أكثر فكما نعلم المحب يستمتع بكل ما يأتي من محبوبه  حتى الرفض نعم حتى الرفض تلك هي فلسفة العشاق وبعد أن أغلقت عليه كل الطرق  فتحت في قلبه مئات الطرق للوصول إليها أعجب بحبها...

النـدم

• جابر   جوخدار     • رنا   كرم   ماهي   تهمتك   ياتُرى؟   في   ليل   مليئ   بالضحكات   وحب   العائلة   ومن   تُحب   بقربك   تتبادلون   اطراف   الحديث   تتحدثون   عن   المستقبل   ،   المستقبل   الذي   لم   تكن   تدرك   ان   لا وجود   له  !  في   بلادنا   يسجن   المرء   بلا   سبب   ،   يسجن   ولايوجد   له   تهمة   محددة   سوى   انه   سوري   الجنسية  ..  هشام   كان   مواطن   بسيط   يتمتع   بحياة   بسيطة   اقام  خطوبته   على   من   يُحب   ومن   ثم   انتهى   به   الامر   الى   الهاوية   ولا   احد   يعلم   لماذا  ..  ماذنب   محبوبته   من   كل   هذا   ؟   انتظرته   كثيراً   حتى   نام ...